مراحل الدعوة ودورها في تحقيق مقاصد الشريعة
Abstract
لقد قاد النبي صلّى الله عليه وسلّم الرعيل الأول من سلف هذه الأمّة على الوسطية والاعتدال، وغرس فيهم خُلُقَ الرِّفقِ والشفقةِ بالمدعوِّينَ، ورسم أمامهم منهجَ التيسيرِ، الذي به تتحقّق مقاصد الشّريعة، وبه يتحقق بقاء هذه الشّريعة واستمرارها في كل زمان ومكان. وهذا البحث يأتي في إطار بيان هذا المنهج النبوي التيسيري المقاصدي، من خلال الكشف عن المقاصد الشّرعيّة التي تحقّقت في مراحل الدعوة المختلفة، وبيان أن هذه الشريعة مبنيّة على التّدرّج، والتنبيه على أنّ التّدرّج من لوازم هذه الشّريعة.
وقد توصل البحث إلى مجموعة من النتائج، أهما:
إنّ مرحلة الدعوة المكّيّة بأطوارها المختلفة قد حقّقتْ أهمَّ مقصد من مقاصد الشّريعة وهو حفظ دين المسلمين ونفوسهم من عدوان المشركين.
إنّ التشريعاتِ المكّيّةَ كان لها دور كبير في تحقيق مقاصد الشّريعة؛ من حفظ الدين والنفس والنسل والعرض والمال، من خلال فرض الصلاة، وسد الذرائع إلى الشرك، وأحكام الذبائح ،وصلة الأرحام، والصدق والأمانة، وبناء الأسرة، والتنبيه على تحريم الربا.
إنّ الهجرة قد حققت مقاصد كبيرة؛ هي حفظ دين المسلمين ونفوسهم، وكانت مرحلة فاصلة بين مرحلة الاضطهاد والتعذيب وبين مرحلة الاستقلال والقوّة والمنعة.
إنّ مرحلة الدعوة المدنية قد اتسمت بتحديد علاقة المسلمين بغيرهم، وفيها كان للمسلمين تمييز واستقلال في إقليم.
Collections
- ARTICLE [149]